The current time is

Tuesday, December 28, 2010

مقال إبراهيم عيسى من كتاب مبارك وعصره ومصره: “وطنى المختل"

I just read this HUGELY AMAZING ARTICLE that I really urge everyone to read it... IT IS SIMPLYYYYYYYY A MUST READ !!!

I found it on this link, after getting it as a forward from one of my friends... Please find the article below... :))

هي كارثة حين يصبح أعظم انتصار للمسلمين في مصر أن تعلن مراهقة مسيحية إسلامها، يهلل الكثيرون لإسلام فتاة مراهقة أو سيدة تسعى للطلاق من زوجها، ويتحول الأمر إلى نصرة قوية وفرحة عظيمة وكأننا غزونا أوربا بعلومنا وصادراتنا، كأننا اخترعنا دواء الفيروس سي أو اكتشفنا معادلة فيزيقا سوف تغير شكل العلم والعالم، كأننا إنتصرنا على إسرائيل، نعم يقاتل شباب متحمس من أجل هذه المرأة أو الفتاة كأنهم في غزوة مع الرسول صلى الله عليه وسلم ويبشرنا إعلام طائفي مقيت وتافه بهذه الأخبار كل يوم معبراً عن مشاعر الفرحة ومغذياً مشاعر الشماتة  .

 

أو تبقى كارثة لما تكون حركة المسلمين ومظاهراتهم ليست من أجل رفع ظلم دولة ولا محاسبة فسدة ومسئولين حرامية كبار يسرقون بلدنا بل تهتز قرية وتتحرك بلد بكاملها لأن المسيحيين فكروا أو هموا وشرعوا في بناء غرفة في كنيسة أو وضع جرس على سور كأن الإسلام ساعتها في خطر والأمة الإسلامية تتعرض لكارثة فينبرى الآلاف لهدم الكنيسة أو ضرب المسيحيين والإعتداء عليهم وكأن بناء الكنيسة هزيمة للإسلام وانتصار للمسيحية مما يستدعى جهاداً في سبيل الله .

 

تلاقي مواطنا مسلماً عاطلاً مش لاقي ياكل وبدلا من أن يواجه دولة تحرمه من حقوقه وبدلا من مجابهة حكومة فاشلة وظالمة، تنهبه وتسرقه يركز كل كراهيته وعدوانه على جاره المسيحي أو الواد فلتس ابن القسيس اللى على أول الشارع، وتجد موظفاً مرتشيا من رأسه حتى قدميه ومع ذلك كل مايشغله هو إثبات أن الأقباط كفرة وحيروحوا النار، بل ترى بنتا مايعة دلوعة ولا عمرها ركعت ركعة ولكنها لا تطيق أن تأكل في بيت مسيحي أو تلاحظ ضابطاً يعذب المعتقلين ويشوى بالكهرباء أعضاء الجماعات الإسلامية ويعتدى على الاخوان المسلمين ويقتل مساجين داخل المعتقلات ومع ذلك يتحدث عن المسيحيين الكفرة والأقباط اللى يستاهلوا الحرق .

 

نجد مسئولاً فاسداً ومستحمي في بحر رشوة وسرقة ونهب ومع ذلك ينتقد ويهاجم المسيحيين الذين أغتنوا وأثروا، أو ترى بلطجياً أكثر ما يعرفه عن الدين هو سبه في الخناقات ومع ذلك رأيه أن أصوات المسيحيين علت في البلد ولازم يقفوا عند حدهم، وفي المدارس وبين طلبة الجامعة والمصالح الحكومية والأندية وتجمعات النخب ومحطات الأتوبيسات ومحطات التليفزيون ودور العبادة ودور الصحف وفي أجهزة الدولة الحساسة والأجهزة اللى ماعندهاش احساس، نجد هذا المناخ الطائفي العدائي ضد الأقباط ، كذلك الأقباط تجمعت داخلهم مشاعر المقت والرفض والإحساس بالإضطهاد فبادلوا الكره كرهاً والعداء عداء والتعصب تعصباً .

هو فيه إيه؟

 

فيه فتنة طائفية تسود مصر تعبر عن نفسها بين لحظة وأخرى، وبموقف وآخر، وبمصيبة والتانية، بحدث أو حادثة تعبر عن عنف وكراهية دموية موجودة وكامنة تظهر وتختفى لكنها حاضرة تماماً .

هناك مناخ طائفي قائم علي كراهية متصاعدة ومتنامية بين المسلمين والمسيحيين في مصر وتوتر محموم وصدام مقموع يبرز في توهجات مفاجئة ويكمن معظم الوقت تحت الجلد وفي عمق العقل والقلب يزداد اشتعالا ويتغذي بثقافة كراهية وعدوانية تبث وتذاع كل يوم في الجوامع والكنائس والتليفزيون والصحف ! …

 

لا هي قلة مندسة ولا أيد أجنبية ولا متعصبون علي الجانبين ولا أطراف تشعل الفتنة ، مثل هذه التحليلات النعامية (نسبة إلي النعام الذي يدفن رأسه في الرمل حتي لا يري الحقيقة) هي سر امتداد هذه الفتنة وانتفاخ هذا المناخ الطائفي الذي نعيشه (أو نموته) هذه الأيام، المظاهر يومية وتفصيلية وواضحة وها هي حوادث القتل والتحريق والتوليع تنتقل من الصعيد إلي بحري إلي الإسكندرية وفي أي وقت ولأي سبب يمكن أن تنفجر حادثة فتنة طائفية سواء من أجل امرأة أو من أجل دورة مياه أو كنيسة قصاد جامع ولا واد مسلم طري أحب بنتا مسيحية مايصة! تُنزف دماء ويموت أبرياء من أجل صغائر ومساخر مثل هذه وأكثر تفاهة وأشد هيافة ! …

لماذا تحول مجتمعنا إلي هذا المجتمع الطائفي الكاره والكريه ؟  …

 

أظن أن هناك حالة من الهزيمة العامة والشخصية تملأ نفوس المصريين، مجتمع مهزوم أمام العالم الغربي الذي يبدو متفوقا في كل شيء ومالكا لكل شيء، فكيف يشعر المجتمع المصري أنه أحسن وأجدع، إزاي ومن مين وعلي مين؟ تماما كما هزيمة المواطن في وجه الحكومة التي تسلبه كل شيء وتقمعه وتفلسه وهو لا يقدر عليها ولا علي مقاومتها فيستسلم لهزيمته المادية والحضارية لكن لابد له من الشعور بالكرامة والتفوق، وكما يحدث حين يهزأ المدير الموظف عنده ويطلع عينه فيذهب الموظف ويطلع عين مراته ويضربها حتي يشعر بقوته فما يكون من الزوجة إلا تقطيع العيال ضربا حتي تشعر هي الأخري بتفوقها وقوتها فضلا عن إنزال العقاب بأحد احتجاجا علي وضعها وضعفها، بنفس الدائرة الجهنمية تلك يقوم المجتمع المصري المهزوم بتطليع روح الأقباط عدوانا وكراهية حتي يشعر أنه أفضل من آخرين، فإذا كنا مذلولين ولا قيمة لنا فعلي الأقل نحن أحسن من الأقباط اللي فيهم وفيهم، وبدلا من مواجهة واقعي وضعفي أستقوي علي الضعيف وأفتري عليه وعلي اللي خلفوه بحثا عن نصر وتفوق يعيد لي بعض الكبرياء  …

 

أظن أن سيادة نمط من التدين المغشوش والمنقوص في الروح المصرية مسئول هو الآخر عن بث الكراهية والعدوان بين المسلمين والأقباط فالتدين السائد تدين لا يأخذ من الدين سوي الشكليات والقشور من المصحف الذهبي في السلسلة علي الصدر إلي الصليب في ذات السلسلة، الدين لدي قطاع مذهل في ضخامته في مصر هو مجرد طقوس وشكليات وتمائم وتمتمات، ومن ثم يعتمد التدين الشكلي علي إظهار التدين وليس ممارسته، التدين المنقوص، تدين الشكل، يستهدف دائما مواجهة الشكل المنافس والمضاد، ومن ثم يحتم التدين القشري علي المتدين أن يكره رؤية الصليب، أن ينزعج من ملابس قسيس، أن يرفض بناء كنيسة في الحي أو الشارع بتاعه أو يجمعوا مئات الألوف من الجنيهات لبناء جامع في مواجهة مبني كنيسة قديم! مبني أمام مبني، شكل أمام شكل ! …

 

أظن ( لا أنا متأكد من هذه!) أن النفاق العام في مصر واحد من ثوابت المناخ الطائفي ومسبب هائل من مسببات ومفجرات الفتنة الطائفية، والنفاق في صورته الجلية أن يكون الشخص فاسدا ومرتشيا ولكي يغطي فساده يبالغ في إظهار تقواه وإيمانه ولكي يعوض موبقات النهب والرشوة والسرقة فهو يفرط في الزكاة والتصدق أو التشدد والمغالاة في إظهار التدين ومنه النقمة علي المسيحيين والطعن في الأقباط، وقد علمتنا التجارب أن أكثر المتحدثين عن الشرف هم اللصوص وأكثر المسبحين والمصلين إظهارا لصلاتهم وتسبيحهم هم النصابون وأكثر الناس تصدقا معلنا هم تجار المخدرات والراقصات وأكثر المساجين في تهم الرشاوي والنهب يحملون لقب الحاج فلان! النفاق بالتدين الظاهر المتحمس ضد المسيحيين يغطي أخطاء وجرائم بحثاً عن مغفرة محتملة لإثم مؤكد، فتجد كثيرين مستعدين للتبرع بشقة من أجل بنت مسيحية أسلمت وفجأة يجد عاطل مسيحي وظيفة محترمة حين يعلن إسلامه! وهكذا  …

 

أظن أن الجهل يلعب دورا تأسيسيا في ظاهرة الفتنة الطائفية فأغلب الناس في مصر تأخذ ثقافتها الدينية عن طرق الأنف والأذن والحنجرة وليس عن طريقة القراءة والبحث ، سمعيا وصوتيا عن طريق وعاظ وخطباء الجمعة وأغلبهم جهلة في الحقيقة، أو عن طريق برامج متناثرة في تليفزيون أو إذاعة وشرائط ، أو ثقافة متداولة شفويا بدس الأنف في موضوعات دينية غير دقيقة تنتقل من شخص للتاني علي طريقة سمعت ومرة قال شيخ وقالوا لي ومثل هذه الأفكار السماعية التي لا تستند علي علم ولا فقه ولا تاريخ ، فيفتقد الناس الأصول من المراجع والكتب ويصبحون عبيدا لفكرة واحدة ونص مبتسر مبسط حتي التسطح ولا يبذل الكثيرون من أبناء هذا الوطن عموما أي جهد في المعرفة والتثقيف الديني الحقيقي وهم أسري ما يسمعون وما يحبون أن يسمعوا ويفهموا ومن السهل بالجهل أن تصبح متطرفا ومهووسا ! …

 

أظن أن الفراغ السياسي الذي يعيشه المصريون واحد من أعمدة الخيبة الطائفية التي نتعايش معها تلك الأيام، فلا توجد حياة سياسية في مصر وغير مسموح للناس بممارسة السياسة وحكمنا فرعوني طاغوتي طغياني وحكومتنا قامعة قاهرة فاسدة وأحزابنا تافهة فارغة مسنة عجوز ومخرفة والجامعة محرمة علي نشاط الطلبة السياسي والشباب ممنوع من انتخابات حرة شريفة في المدارس أو الجامعات وكل شيء في مصر محتكر، يدخل الناس الجوامع والكنائس من باب البحث عن الشبع الروحي والامتلاء النفسي ثم تتطور الأمور أو تتدهور من التماسك النفسي إلي التمسك المتعصب إلي التشدد إلي التطرف إلي الكراهية والعدوان  …

 

أظن أن الإعلام في مصر طائفي والتعليم متطرف لا يتسم بسماحة ولا انفتاح أفق وأجهزة الأمن في مصر متعصبة ومهووسة، ومن ثم تسود في مصر ثقافة كراهية ضد الآخر المختلف عنا سواء الغرب الخارجي أو المصري علي غير ديانتنا أو المسلم علي غير مذهبنا …فكل الناس كفرة وكلاب ماعدانا نحن، الكل سواء الأقباط المصريين والأمريكان الصليبيين والأوربيين المنحلين والشيعة المارقين والسعوديين الوهابيين والخلايجة البدو والفلسطينيين اللى باعوا أرضهم واللبنانين العلوج والهنود بتوع البقر واليابانيين بتوع بوذا وكله على كله مافيش أحسنا منا ولا أشرف منا ولا أجدع منا ولا حد يدخل الجنة غيرنا .

 

من الطبيعى إذن مع كل ما نراه أن يختل مختل فالكل مختل وكل واحد فينا ماشي والكسرونه فوق رأسه .